قيمة كون الله يفوق فهمنا
السؤال:
ما الذي يقصده اللاهوتيون عندما يقولون إن الله يفوق فهمنا؟
الإجابة:
أحيانًا، عندما نسمع شخصًا يقول إن الله يفوق فهمنا، يكون رد فعلنا سلبيًا نوعًا ما، ألا يمكنني أن أعرفه؟ ألا يمكن أن أصل لمعرفته؟ وبالطبع، الكتاب المقدس هو إعلان الله الذاتي عن نفسه. فقد أعلن عن نفسه حتى نقدر أن نأتي لمعرفته بطريقة شخصية وأن نعرف شيئًا عنه. ولكن إن توقفت لحظة وفكرت في الأمر، وإن كان الله هو الإله الغير محدود حقًا، فذهني الصغير المسكين، وحتى أفضل الأذهان اللاهوتية التي عاشت على الإطلاق لن تكون قادرة على فهمه في كماله. فبحكم التعريف، إن كنت أستطيع سبر غوره، سأكون بنفس مقدار عظمته. وبالتالي، فهذا جزء مهم جدًا أن إلهنا ليس إله صغير. هو ليس صغير بما يكفي حتى أقدر أن أحتويه كله في ذهني أو أن أحتويه في كتاب. نحن شاكرين أنه أعلن عن نفسه بما يكفي، وأنه وفر لنا خلاصنا حتى نقدر أن يكون لنا فهمٌ ما عنه، ونقدر أن تكون لنا شركة معه لنعيش بحق في شركة معه، ولنفكر فيه بشكل صحيح، وإن كان بشكلٍ غير شامل.
ولكن، كون أن الله يفوق فهمنا هو جزء هام أيضًا من عبادتنا. فعندما آتي لعبادة الله، الرب، الإله المثلث الأقانيم، الذي أعلن عن نفسه في يسوع المسيح ووفر لنا خلاصنا من خلال موت المسيح على الصليب، من خلال تجسده، وموته على الصليب، وقيامته، وصعوده وجلوسه على يمين الله، الذي يجلس هناك الآن مستعدًا ليوصل لي ولكل شعبه النعمة التي نحتاجها، والغفران، والتطهير اللذان نحتاجهما للحياة. فعندما أعبده، أعبده مع فائق المحبة لكل ما أعرفه عنه، لأجل محبته العظيمة وفدائه. ولكني أعبده أيضًا مع إحساس بالرهبة، لأني أدرك أن هذا الإله أكبر بكثير مما أفهمه. يوجد لسي أس لويس جملة جيدة قالها في مكان ما، أن الصلاة التي تسبق كل صلاة هي أن أكون "أنا" الحقيقي الذي يصلي، وأن تكون "أنت" الحقيقي الذي أصلي له. لذا، إن كنا سنصلي للإله الحقيقي وليس لإله ما اخترعناه في أذهاننا، أي فكرة محدودة عن الله تتضح أنها صنم فعليًا حتى وإن لم تكن على شكل صورة، فمن المهم أن نتذكر أن الله أعلن عن نفسه، وأن هذا الإعلان عجيب، فهو خلاصنا، وسنحاسب بشأنه، وتدهشنا محبته لنا، ومع ذلك، فهو أكبر من هذا جدًا جدًا. أحيانًا أظن أن بعض من أصعب الأجزاء في الكتاب المقدس تساعدنا أن نتذكر أن بعض الأشياء التي كانت تثير غثيان الناس في العهد القديم، كما تعلم، تحتاج فقط أن تتذكر أننا لا نقدر أن نضع الله في صندوقنا. وعندما نقول عرّف محبة الله، فلا تعرفها فكرتي عن المحبة، بل الله نفسه عرّفها في الكتاب المقدس، من خلال ما عمل، وكيفية إعلانه عن نفسه. إذًا، فإن إدراك أن الله لا يسبر غوره في كماله. هو معروف فما قد أعلنه، فإن لم يعلن عن نفسه ما كنا عرفنا شيئًا. ولكن يمكن معرفته في كونه قد أعلن عن ذاته، ولكن لا يمكن سبر غوره في كماله، وهذا أمر مهم جدًا جدًا لفهمنا لله ولعبادتنا له وطاعتنا له.